قد يكون السبب وراء التعرّض لمشاكل وإزعاج كلاب الشوارع الضالة هو الاكتظاظ السكني وتزاحم الأبنية والمنازل، وعدم وجود مكان تلجأ له هذه الحيوانات وتتوافر فيه الظروف المعيشيّة التي تحتاجها من طعامٍ وشرابٍ ومأوىً مُناسب، الأمر الذي يدفعها لاقتحام المنازل والحدائق بحثاً عن مصادر الغذاء والماء، مُسببةً الأذى لأصحاب المنازل؛ بسبب الأمراض المُعديّة التي يُمكن أن تنقلها، مثل داء الكلب، أو مُهاجمتهم والعض عندما تشعر بضرورة الدفاع عن نفسها، وبسبب طبيعتها العدوانيّة؛ حيث إنها تختلف عن الكلاب الأليفة الصديقة للإنسان، ولا ننسى أصوات النباح والعواء التي تُوقظ أصحاب المنزل مُسببةً لهم الهلع والخوف، وبالتالي لا بد من التخلّص منها وطردها بطرقٍ آمنة لا تُلحق الأذى بها، وهو ما سيتم توضيحه في الفقرات القادمة.
يُمكن طرد الكلاب الضالة من ساحات المنازل والفناء الخارجيّ والخلفي له باتباع الطرق الآتية:
1-استخدام الفلفل يُعتبر الفلفل بمُختلف أنواعه طارداً قويّاً وفعّالاً للتخلّص من الكلاب الضّالة وصدّها، إذ إنّها تكره رائحته، وبالتالي يُمكن استخدام العديد من أنواعه، مثل: الفلفل الأسود، والفلفل الحارّ (فلفل الكايين) لإبعادها، وذلك من خلال رشِّه على الأرضيّات في ساحات وحدائق وفناء المنزل، ومن جهةٍ أخرى فهو طارد للآفات والحشرات المنزليّة أيضاً، لكن يجب التنويه؛ لأنه من مساوئ استخدام هذه الطريقة أنّ الفلفل الحارّ يُمكن أن يُسبب الضرر والأذى لتلك الكلاب أو للحيوانات الأليفة بشكلٍ عام في حال اقترابها منه أو تناوله، ومن جهةٍ أخرى فإن المطر عند تساقطه سيُزيل حاجز الفلفل، الأمر الذي يستدعي إعادة رشّه من جديد بعدها، وهي أمور تجعل هذه الطريقة غير مُستحبّة للكثير من أصحاب المنازل.
2-استخدام قشور الحمضيات تُستخدم قشور الحمضيّات الطبيعيّة التي تضم أنواعاً مُختلفة، مثل: قشر البرتقال، والليمون، والجريب فروت بمثابة طارد طبيعي وقويّ يصد الكلاب الضّالة ويُبعدها عن المنازل؛ حيث إنها تكره رائحتها وتنفر منها، ومن جهةٍ أخرى فإن قشر الليمون يحتوي على مادة الأمونيا المعروفة بفعاليّتها في طرد الكلاب، ومن السهل الحصول عليها واستخدامها، وذلك من خلال جمع بعض قشور الحمضيّات وتوزيعها في الفناء الخلفيّ وحديقة المنزل بعيداً عن مداخله لطرد الكلاب، مع وجوب التنويه لأنّ قشور الفاكهة قد تكون سبباً لجذب الجرذان وهو أمر يجب أخذه بعين الاعتبار عند استخدام هذه الطريقة.
3- استخدام محلول صودا الخبز قد تنجذب الكلاب لرائحة بول ومُخلّفات بعضها البعض، ويتسبب ذلك باقتحامها ساحات وحدائق المنازل التي يوجد بها آثار ومُخلفات الكلاب الآخرى السابقة، ومن جهةٍ أخرى فإن هذه الإخراجات البيولوجيّة قد تُسبب تلف النباتات عند تبوّل الكلاب فوقها، الأمر الذي يستدعي طرد هذه الكلاب وصدها بقوّةٍ؛ لحمايتها والحفاظ عليها، ويُمكن استخدام محلول صودا الخبز لهذه الغايّة والاستفادة من فعاليّته في طردها، وفي نفس الوقت حماية النباتات من أضرار مُخلّفاتها التي سقطت فوقها .
وتُستخدم باتباع الخطوات الآتية:
يُخلط مقدار كوبٍ واحد من صودا الخبز مع 3.75 لتر من الماء.
يُوضع المحلول الناتج في زجاجة رذاذ مُناسبة.
تُرش النباتات والمناطق حول مُحيط المنزل، والأماكن التي تحتوي مُخلّفات الكلاب ذات الرائحة الكريهة؛ حيث تُحيّد الرائحة، وتحد من انتشارها وتحمي النباتات من ضررها.
تُكرّر العمليّة مرتين أسبوعيّاً للحصول على نتائج فعّالة والتخلّص من الكلاب الضالة نهائيّاً.
4- استخدام الخل المُركّز يعمل الخل غير المُخفف بمثابة مُبيد أعشاب طبيعي فعّال في القضاء على الأعشاب الضارّة التي تنمو في حديقة المنزل، ومن جهةٍ أخرى فهو طارد قوي للكلاب الضّالة وقطط الشوارع أيضاً؛ حيث إنه يُشكل سياج طبيعي غير مرئي تنفر منه الكلاب والقطط الضالة في حال شم رائحته فتُغادر المكان، لكن يجب استخدامه بشكلٍ يوميّ؛ لضمان الحصول على نتائج جيّدة وحل المُشكلة بشكلٍ نهائيّ، وذلك برشّه حول مُحيط الحديقة وفي الساحات والفناء الخلفي وفي أماكن تبوّل الكلاب؛ لتحييد رائحة البراز، وعدم جذب الكلاب الأخرى بسببها، وطردها في حال اقتحامها للساحات، وذلك دون المساس بالنباتات أو رشّه على الحديقة بأكملها؛ لأنه قد يُسبب تلفها.
ثبت علمياً أن الكلب ناقل لبعض الأمراض الخطيرة، إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة تخرج بيوضها مع برازه وعندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه، ثم تنتقل منه إلى الأواني والصحون وأيدي أصحابه، ومنها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم، فتنحل قشرة البيوض وتخرج منها الأجنة التي تتسرب إلى الدم والبلغم، وتنتقل بهما إلى جميع أنحاء الجسم، وبخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم…. ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه وتشكل كيساً مملوء بالأجنة الأبناء، وبسائل صافٍ كماء الينبوع، وقد يكبر الكيس حتى تصبح بحجم رأس الجنين، ويسمى المرض داء الكيسة المائية وتكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه، وأخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب، ولم يكن له علاج سوى العملية الجراحية.
وثمة داء آخر خطير ينقله الكلب وهو داء الكلب الذي تسببه حمة راشحة يصاب بها الكلب أولاً، ثم تنتقل منه إلى الإنسان عن طريق لعاب الكلب بالعض أو بلحسه جرحاً في جسم الإنسان.